فصل: فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة المدثر صلى الله عليه وسلم:
مكية.
ستٌّ وخمسون آية.
كلمها مائتان وخمسون كلمة.
وحروفها ألف وعشرة أحرف.
{فأنذر} كاف ثمّ كلُّ آيةٍ بعدها كذلك إلى {فاصبر} وهو التام.
{في الناقور} ليس بوقف لأنّ جواب إذا لم يأت بعد.
{غير يسير} تام. ولا وقف من قوله: {ذرني} إلى {شهودا} فلا يوقف على {وحيدا} لعطف ما بعده على ما قبله ولا على {ممدودا} لأنّ {وبنين} منصوب عطفا على {مالا}.
{شهودا} حسن.
{تمهيدا} كاف. وقوله: {ثم يطمع} ليس بعطف بل هو تعجب وإنكار كقوله في سورة الأنعام {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}.
{أن أزيد كلا} تام عند الأكثر.
{عنيدا} كاف.
{صعودا} أكفى مما قبله.
{وقدِّر} حسن ومثله {كيف قدر} وكذا {كيف قدّر} الثاني ومثله {ثم نظر} و{وبسر} و{واستكبر} و{يؤثر} كلها وقوف حسان.
{إلاّ قول البشر} تام لأنّه آخر ما ذكره الله عن الوليد.
{سقر} تام عند أبي حاتم ومثله {وما أدراك ما سقر}.
{ولا تذر} كاف ويبتدئ {لواحة} بمعنى هي لواحة وليس بوقف لمن قرأ {لواحة} بالنصب حالا من {سقر} ومن ضمير {لا تبقي} أو من ضمير {لا تذر}.
{للبشر} كاف ومثله {تسعة عشر}.
{إلاّ ملائكة} حسن.
{للذين كفروا} ليس بوقف لأنّ بعده لام كي وهكذا لا يوقف على شيء إلى مثلا فلا يوقف على إيمانا ولا على والمؤمنون {مثلا} كاف. والتشبيه أول الكلام لأنّ الكاف في محل نصب نعت لمصدر محذوف أي مثل ذلك المذكور من الإضلال والهدى.
{ويهدي من يشاء} كاف.
{إلاّ هو} تام. ومثله {للبشر} ووقف الخليل وتلميذه سيبويه على {كلا} على معنى ليس الأمر كما ظنوا والأجود الابتداء بها على معنى إلاّ بالتخفيف حرف تنبيه فلا يوقف عليها لأنّ {والقمر} متعلق بما قبله من التنبيه.
{إذ أسفر} ليس بوقف لأنّ جواب القسم لم يأت وقوله: {لإحدى الكبر} جواب القسم الأول والقسم لا يكون له جوابان الأعلى جهة الاشتراك وليس في الكلام وأو عطف والضمير في {إنّها} الظاهر أنّه للنار وقيل لقيام الساعة وقيل هو ضمير القصة.
قرأ نافع وحفص وحمزة {أدبر} بإسكان الدال وبهمزة مفتوحة قبل الدال بمعنى المضيّ ودبر وأدبر تولى ومضى ومنه صاروا كأمس الدابر والباقون بغير ألف قبل الدال.
{الكبر} كاف إن نصب {نذيرا} بفعل مقدر أو نصب على القطع أو نصب على المصدر على معنى الإنذار كالنكير بمعنى الإنكار وليس بوقف إن نصب حالا من {سقر} أو{تبقي} أو من الضمير في {وما يعلم جنود ربك إلاّ هو} أو هو مفعول من أجله أو من بعض الضمائر التي تقدمت وإن جعل من ضمير {قم} فلا يوقف على شيء منه.
{نذيرا للبشر} كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن أبدل من قوله: {للبشر} بإعادة الجار.
{أو يتأخر} حسن.
{رهينة} الأولى وصله بما بعده.
{أصحاب اليمين} تام ورأس آية أيضا ثم تبتدئ {في جنات} أي هم في جنات فالاستثناء متصل إذ المراد بهم المسلمون المخلصون أو منقطع والمراد بهم الأطفال أو الملائكة.
{عن المجرمين} حسن.
{في سقر} أحسن مما قبله.
ولا وقف من قوله: {قالوا لم نك من المصلين} إلى {اليقين} فلا يوقف على {المصلين} ولا على {المسكين} ولا على {الخائضين} ولا على {بيوم الدين} لأنّ العطف صيرها كالشيء الواحد.
{اليقين} كاف. ومثله {الشافعين}.
{معرضين} ليس بوقف لتعلق التشبيه بما قبله ومثله في عدم الوقف {مستنفرة} لأنّ الجملة بعده صفة لما قبلها.
{من قسورة} كاف. ومثله {منشرة} وقيل {كلا} على أنّها للردع على معنى أنّ الكفار لا يعطون الصحف التي أرادوها ثم استأنف {بل لا يخافون الآخرة} وإن جعلت {كلا} بمعنى ألاّ التي للتنبيه حسن الابتداء بها.
{الآخرة} كاف. ومثله {تذكرة} وكذا {ذكره} وكذلك {إلاّ أن يشاء الله}.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة المدثر:
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ
قد ذكرنا من خففه، ومن ذلك قراءة الحسن: {ولا تمْنُنْ تسْتكْثِرُ}، جزما.
وقرأ الأعمش: {تسْتكْثِرُ}، نصبًا.
قال أبو الفتح: أما الجزم فحتمل أمرين:
أحدهما: أن يكون بدلا من قوله: {تمْنُن}، حتى كأنه قال: لا تستكثر، فإن قال. فعبرة البدل أن يصلح لإقامة الثاني مقام الأول، نحو ضربت أخاك زيدا، فكأنك قلت: ضربت زيدا، وأنت لو قلت: لا تستكثر لم يدللك النهي عن المن للاستكثار، وإنما كان يكون فيه النهي عن الاستكثار مرسلا، وليس هذا هو المعنى، وإنما المعنى: لا تمنن من مستكثر، أي: امنن من من لا يريد عوضا، ولا يطلب الكثير عن القليل.
قيل: قد يكون البدل على حذف الأول، وكذلك أيضا قد يكون على نية إثباته. وذلك كقولك: زيد مررت به أبي محمد، فتبدل أبا محمد من الهاء. ولو قلت: زيد مررت بأبي محمد على حذف الهاء كان قبيحا. فقوله تعالى: {ولا تمْنُنْ تسْتكْثِرُ} من هذا القبيل، لا من الأول وأنكر أبو حاتم الجزم على البدل، وقال: لأن المن ليس بالاستكثار فيبدل منه، وبينهما من النسبة ما ذكرته لك.
وأما الوجه الآخر فأ، يكون أراد: {تسْتكْثِرُ}، فأسكن الراء؛ لثقل الضمة مع كثرة الحركات، كما حكاه أبو زيد من قولهم: {بلى ورُسُلُنا لديْهِمْ يكْتُبُون}، بإسكان اللام. وقد مضى هذا فيما قبل مستقصى.
فأما {تسْتكْثِرُ}، بالنصب فبأن مضمرة على ما أذكره لك، وذلك أن يكون بدلا من قوله: {ولا تمْنُن} على المعنى. ألا ترى أن معناه لا يكن منك من واستكثار؟ فكأنه قال: لا يكن منك من أن تستكثر فتضمر أن لتكون مع الفعل المنصوب بها بدلا من المن في المعنى الذي دل عليه الفعل، ونظير اعتقاد المصدر مغروما عن الفعل في نحو هذا- قولهم: لا تشتمه فيشتمك، أي: لا يكن منك شم له، ولا منه أن يشتمك. فكما ساغ هناك تقدير المصدر، فكذلك ساغ هنا تقديره أيضا.
ومما وقع في الفعل موقع المصدر ما أنشده أبو زيد من قوله:
فقالوا ما تشاء فقلت ألهو ** إلى الإصباح آثر ذي أثير

أراد اللهو موضع ألهو وهذا واضح.
ومن ذلك قراءة أبي جعفر يزيد وطلحة بن سليمان: {عليْها تِسْعة عشر}، بإسكان العين. وقرأ أنس بن مالك: {تِسْعة أعشُر}.
روى عنه: {تِسْعة وعشر}، برفع الهاء، وبعدها وأو مفتوحة، وعين مجزومة.
وروى عنه: {تِسْعة عشر}.
وروى عنه: {تِسْعة عشر}.
وروى عن ابن عباس: {تِسْعة عشر}، برفع {تسعة}.
قال أبو الفتح: أما {تِسْعة عشر}، بفتح هاء {تسعة}، وسكون عين {عشر}- فلأجل كثرة الحركات، وأن الاسمين جعلا كاسم واحد، فلم يوقف على الأول منهما فيحتاج- إلى الابتداء بالثاني. فلما أمن ذلك أسكن تخفيفا أوله وجعل ذلك أمارة لقوة اتصال أحد الاسمين بصاحبه.
قال أبو الحسن: ولا يجوز ذلك مع اثنا عشر ولا اثنى عشر؛ لسكون الأول من الحرفين، أعني الألف والياء، فيلتقي ساكنان في الوصل، ليس أولهما حرف لين والثاني مدغما. وعلى أنه قد روى ابن جماز عن أبي جعفر: اثنا عشر، بسكون العين، وفيه ما ذكرناه.
وقال أبو حاتم في تسعة أعشر: لا وجه له نعرفه، إلا أن يعني تسعة أعشر جمع العشر أو شيئا غير الذي وقع في قلوبنا.
وأما (تِسْعة وعشر) فطريقه أنه فك التركيب وعطف على {تسعة عشر} على أصل ما كان عليه الاسمان قبل التركيب من العطف. ألا ترى أن أصله تسعة وعشرة؟ كقولك: تسعة وعشرون، إلا أنه حذف التنوين من تسعة لكثرة استعماله، كما حكى أبو الحسن عنهم من قولهم، سلاما عليكم، بحذف تنوين (سلام)، قال: وذلك كثرة استعمالهم إياه.
وأما (تِسْعة وعشر) فطريقه أنه أراد تسعة أعشر، بهمزة كما ترى، كالرواية الأخرى (تِسْعة أعشر)، فخفف الهمزة، بأن قلبها وأو خالصة في اللفظ؛ لأنها مفتوحة وقبلها ضمة، فجرت مجرى تخفيف جون، إذا قلت: جون. وعلى أن هذه الهمزة هاهنا- منكرة غير معرفة عند أصحابنا، ولذلك قال سيبويه في هذا هي: أحد عشر بلا ألف كقولك أحد حمل تحايدا عن هذه الهمزة واستنكارا لها، والعامة مع ذلك مولعة بها.
ومن ذلك قراءة سعيد بن جبير: {صُحُفا مُنشّرة}، بسكون الحاء والنون.
قال أبو الفتح: أما سكون الحاء فلغة تميمية، وأما {منشرة}، بسكون النون فإن جاري العرف في الاستعمال نشرت الثوب ونحوه، ونشر الله الموتى فنشروا هم. وقد جاء عنهم أيضا:
نشر الله الميت، قال التيمي:
ردت صنائعه إليه حياته ** فكأنه من نشرها منشورا

ولم نعلمهم قالوا: أنشرت الثوب ونحوه، إلا أنه قد يجوز أن يشبه شيء بشيء، فكما جاز أن يشبه الميت بالشيء المطوي، حتى قال التيمي: (منشور) فكذلك يجوز أن يشبه المطوي بالميت، فيقال: صف منشرة، أي: كأنها كانت بطيها ميتة، فلما نشرت حيت بذلك، فقيل منشرة. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة المدثر صلى الله عليه وسلم:
مكية.
وآيها خمسون وخمس مكي ودمشقي ومدني أخير وست في الباقي.
خلافها ثنتان:
{يتساؤلون} تركها مدني أخير.
{عن المجرمين} تركها مكي ودمشقي ونافع.
مشبه الفاصلة اثنان:
و{المؤمنون} {بهذا مثلا}.
القراءات:
واختلف في {والرجز} الآية 5 فحفص وأبو جعفر ويعقوب بضم الراء لغة الحجاز وافقهم ابن محيصن والحسن والباقون بكسرها لغة تميم.
وعن الحسن {تستكثر} الآية 6 بالجزم بدلا من الفعل قبله والجمهور بالرفع على أنه في موضع الحال أي لا تمنن مستكثرا ما أعطيت أو على حذف أن على أن الأصل أن تستكثر فلما حذفت أن ارتفع.
وأمال {أدريك} أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق ومر تفصيلها قريبا أول الحاقة.
وقرأ {تسعة عشر} [الآية 30] بسكون العين أبو جعفر تخفيفا ومر في براءة.
واختلف في {والليل إذ أدبر} [الآية 33] فنافع وحفص وحمزة ويعقوب وخلف بإسكان الذال ظرفا لما مضى من الزمان. {أدبر} بهمزة مفتوحة ودال ساكنة على وزن أكرم وافقهم ابن محيصن والحسن والباقون بفتح الدال ظرفا لما يستقبل وبفتح دال (دبر) على وزن ضرب لغتان بمعنى يقال دبر الليل وأدبر وقيل أدبر تولى ودبر أنقضى. والرسم يحتملهما.
وأمال {أتانا} و{أن يؤتى} حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق بخلفه.
واختلف في {مستنفرة} الآية 50 فنافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح الفاء اسم مفعول أي ينفرها القناص والباقون بكسرها بمعنى نافرة.
قال الزمخشري كأنها تطلب النفار في نفوسها في جمعها له وحملها عليه. انتهى.
فأبقى السين على بابها قال السمين وهو معنى حسن.
واختلف في {وما يذكرون} [الآية 56] فنافع بالخطاب والباقون بالغيب. اهـ.